….. / الكاتب: د.لؤي خدام ؛ طبيب في مستشفيات باريس
ما هو غشاء البكارة ؟
شرحنا الناحية التشريحية و الوظيفية لهذا الغشاء بالمقالين التاليين: المهبل >> المهبل الفرج >> الفرج يمكن العودة لهما من أجل التفاصيل
بإختصار
يعرف غشاء البكارة بأنه طبقة جلدية تسد بشكل جزئي فتحة المهبل.
يتوضع هذا الغشاء على بعد 1 إلى 2 سم تقريبا من مدخل المهبل.
الصورة أعلاه توضح العمق الذي يتواجد عليه الغشاء بالنسبة لفتحة الفرج
إغلاق هذا الغشاء لفتحة المهبل هو إغلاق جزئي، و كأنه حلقة جلدية تحيط بفوهة المهبل. بمعنى أخر: يتمتع الغشاء بفتحة طبيعية تترك دم الدورة يسيل عند الفتيات قبل الزواج.
بالصورة أعلاه نرى أحد الاشكال الطبيعية لغشاء البكارة. و بالصورة التالية شكل آخر
فائدة غشاء البكارة:
ليس له أي فائدة وظيفية. و هو ليس أكثر من بواقي جنينية، و ذلك لكون الفرج و المهبل يختلفان بأصليهما الجنيني، و كل منهما يأتي من بشرة أولية مختلفة عند الجنين. مما يفسر وجود هذا الغشاء الذي ليس هو أكثر من حاجز غير منيع بين عضوين من أصلين مختلفين.
مصير غشاء البكارة:
يتمزق هذا الغشاء لدى أول لقاء جنسي. و يحصل هذا التمزق بالعادة عندما يلج قضيب الرجل الى مهبل المرآة.
الصورة أعلاه تظهر بقايا الغشاء
ماذا يخلف الغشاء بعد تمزقه؟
الغشاء هو عبارة عن زائدة لحمية لا ضرورة لها. بعد تمزقه يصبح المهبل سهل الوصول و يمكن بمباعدة الاشفار رؤيته بسهولة. أما الغشاء فيتحول إلى زوائد لحمية تختلف بشكلها من امرأة لأخرى. و قد تختفي مع الوقت أو مع الولادات.
وجود هذه الزوائد اللحمية عند فتاة عذراء لا تعني أن الغشاء قد تمزق.
عندما تبقى الفتاة عانس و لا تتزوج، و لا ينفض غشاءها قد يقسو هذا الغشاء و يصبح صعب التمزق.
هل يتشابه الغشاء عند كل الفتيات:
يتنوع هذا الغشاء كثيرا من فتاة لأخرى:
ـ بالشكل: و على الأخص بالفتحة الطبيعية التي تختلف من فتاة لأخرى. مما دفع لإعطاء عدة أسماء لأشكال هذه الفتحة. غالبا ما تكون هذه الفتحة حلقية الشكل، و قد تأخذ أشكالاً أخرى من غربالي الى نجمي. الى عديد الفتحات ….
يمكن لمن يريد التعرف على مختلف هذه الأشكال مراجعة موقع الدكتور علي عبارة
http://www.aly-abbara.com/livre_gyn_obs/termes/hymen.html
و هو باللغة الفرنسية.
تفيد معرفة هذه الأشكال بالحالات النادرة التي يتطلب بها فحص الغشاء لأسباب قضائية أو طبية شرعية.
الفتحة الطبيعية للغشاء
هي ما يسمح بمرور الدم. و قد تكون ضيقة أو واسعة و فضفاضة و ربما يمكن لدى أول جماع أن يلج القضيب دون أن يمزقها. و قد تسمح لبعض الفتيات بالمجتمعات التي لا تعطي أهمية للبكارة أن تضع قطنه امتصاص الطمث بسهولة دون أن يتمزق الغشاء. و بالعكس قد يصعب للعديدات أن يدخلن هذه القطنة.
قد تكون هذه الفتحة غائبة كليا و تسمى الحالة عدم انثقاب الغشاء. و تسبب حالة مرضية إذ يتجمع دم الطمث داخل المهبل الى أن يأخذ شكلا ورمياً. “كما بالصورة التالية”
الصورة أعلاه مقتبسة عن كتاب طبي يظهر بها الحالة النادرة التي لا يحوي بها البكارة أي فتحة طبيعية. فيتجمع دم الطمث خلف الغشاء
ـ الاختلاف بالمتانة: فقد يكون هذا الغشاء رقيقاّ جدا يتمزق بدون أي جهد. و قد تصل متانه لدرجة قد تمنع أول جماع فيتطلب الأمر مساعدة الطبيب الذي يجري شق جراحي كي يسهل أمر أول لقاء جنسي.
كما أن الجماع قد يتم دون أن يتمزق الغشاء بالحالات التي يكون بها الغشاء مرنناً.
التحري عن غشاء البكارة
يردنا الكثير من الاستفسارات التي تدور حول التحري عن غشاء البكارة
بالبداية نقول أن الغشاء السليم أو المتمزق لا يدل على العذرية التي تعرّف بأنها عدم التعرض لأي ممارسة جنسية مع شريك.
التحري عن البكارة أمر صعب، و محفوف بإمكانية الوقوع بالخطأ، سواء من قبل الطبيب أم من قبل الزوج.
قد يكون للبنت تجارب جنسية سطحية قبل الزواج، و ما الفرق بين أن يكون لها تجربة مع أيلاج أو دون أيلاج؟ لا يوجد إنسان على الأرض يمكنه أن يثبت هذا الأمر. و بالمقابل لا يوجد شيء يمكن أن يثبت ان للرجل علاقات جنسية قبل الزواج.
مختلف أوضاع الجماع و أمكانية خروج دم أم عدمه لا يدل على شيء. و قد ينفض الغشاء لأسباب غير جنسية، أو لدى مداعبة الفتاة لفرجها مع ادخال شيء الى المهبل، أو نتيجة اغتصاب خارج عن إرادتها.
بعض أنواع الغشاء، يمكن معها ممارسة الجنس دون فقدان للدم، كما يمكن لمن تريد أن توهم زوجها بأن تلجأ الى ترقيع الغشاء و سنفرج أساريرالزوج بعد أن يرى بعض قطرات الدم، دون أن يكون لماضيه دخل بالأمر.
و الشعور بعبور الغشاء ليس نفسه بجميع الأحوال فربما كان الغشاء مطاطي و ربما بفضل التزليق الناتج عن الإثارة لا يحس الرجل بشيء. فلا يمكن لمن يشعر أن أول أيلاج قد تم دون صعوبة تذكر، لا يمكنه أن يجزم بأن زوجته لم تكن عذراء.
نصيحتي للأزواج أن لا يبنوا حاضرهم و مستقبلهم على هذا الغشاء. المهم هو التفاهم و المصارحة بين الزوجين.
كيف للشاب أن يعرف ما إذا كانت الزوجة قد مارست الجنس من قبل؟
يمكن أيضا أن نطرح السؤال بالاتجاه المعاكس. و نجيب:
بالمصارحة المتبادلة و فقط. لا يوجد أي شيء آخر يمكن بواسطته أن نعرف ما أن كان أي شخص قد تعرض لملامسة جنسية دون مقاومة تترك أثارها من خدوش و جروح. جميع الاحتمالات ممكنة. جماع دون أيلاج. ملامسة خارجية. غشاء واسع. استمناء…. كل هذا قد يتم دون أن يترك أي أثر.
و لا يمكن لأي زوج أن يعرف ما أن كانت زوجته تمارس الاستمناء دون أن تقر هي بذلك. و العكس صحيح.
أـ كيفية التحري:
فحص الغشاء و التحري عن كونه موجود أو متمزق، هو أمر طبيّ، يتطلب معرفة جيدة بتشريح المنطقة. و أن تجلس الفتاة بوضع فحص نسائي مع تبعيد للأرجل، و يجب أن تتوفر إنارة جيدة وأن تتعاون الفتاة مع الفاحص. الفتاة التي تخاف من الفحص، و تتشنج عضلاتها و لا تتقبل أن تباعد ارجلها لا يمكن اعطائها نتيجة قطعية. ففحص البكارة يحتاج لأن يتم بظروف جيدة، دونها تستحيل مشاهدته.
ب ـ من يمكنه أن يقوم بذلك:
يفضل أن يجري التحري عن البكارة طبيب يعرف تشريح المنطقة جيدا. أي لا يمكن لأي طبيب القيام بذلك، فقط الطبيب الذي أجرى تمرين مهني على هذا الأمر. كما يستحيل تقريبا أن تفحص الفتاة بكارتها بنفسها. و لا يمكن للزوج و لا يمكن لأي شريك جنسي أن يجسم بأن الفتاة عذراء أم لا، بسبب التنوع الكبير بأشكال الغشاء.
هل يجب على الطبيب أن يعطي شهادة البكارة ؟؟
كتبنا رأي الكلية الوطنية الفرنسية لأطباء النساء بهذا المقال >>> هل على الطبيب أن يحرر وثيقة العذرية
هل تفيد استشارة الطبيب للتأكد من سلامة الغشاء؟
ذكرنا أعلاه، بأن فحص البكارة أمراً ليس سهلا، و قد يظل الطبيب غير متأكد من النتيجة، و خاصة بالحالات التي لا تتعاون بها الفتاة بسبب الخوف.
كما ذكرنا رأي بعض الأطباء بعدم جدوى اعطاء شهادة العذرية بهذا المقال >> هل على الطبيب أن يحرر وثيقة العذرية. من استعراض الاسئلة العديدة التي تطرحها الفتيات بعد الفحص الطبي للغشاء نستنتج ان هذا الفحص لم يفد بشيء، بل انه قد يزيد من حالة القلق. و على الرغم من أن العديد من الفتيات لا يمكن لهن استشارة الطبيب بسبب الظروف الاجتماعية، فأن الفحص لن يقدم و لن يؤخر. بالواقع أن العديد من الفتيات لا يخرجن بنتيجة من فحص البكارة: