…./ الكاتب: فاتح بيطار
من يعود الى فلسفة الاخوان ودساتيرهم التي وضعها الأب المؤسس حسن البنا عام 1928 يجد الشعار- الدستور التالي : “الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا”, فكيف يمكن لهذا الدستور أن يتعايش مع مشروع الدولة المدنية التي عليها استيعاب الجميع والمساواة بين الجميع وتحقيق العدالة الاجتماعية للجميع .
عندما يكون الدستور هو القرآن والقدوة هو النبي , فاننا نتحدث عندها عن تنظيم مذهبي من صيغة واحدة , هنا تخضع السياسة الى أحكام نصوص مقدسة جامدة لاتتطور ولا تتغير وهي العكس من القوانين الوضعية التي تتصف بالتغير والتطور المستمر الذي يخضع بدوره الى الخبرات والتجارب البشرية التي عليها الارتكاز على الواقع المتطور.
لطالما لايتمتع الدستور الاسلامي بصفة التغير والتأقلم لصيانة حقوق الناس وتلبية حاجاتهم , فانه ظالم أصلا أو بالأحرى سيصبح ظالما في وقت تتغير حاجات الناس ويبقى الدستور في مكانه مراوحا , ولا توجد في هذه الحالة من أمكانية لسد الفجوة بين الوضع البشري المتغير والدستور الثابت الا بارجاع الوضع البشري الى الوراء لكي يصبح مناسبا للدستور , مجتمع كهذا هو مجتمع ورائي متخلف ومع الزمن يزداد تخلفه وتزداد ضرورة العنف والقسر اللازمة لتطبيع الناس بطبيعة هذا الدستور…دستور القرآن !
الاسلاميون يعرفون ذلك ويعرفون أيضا بأن الأمر الأهم هو اصطياد السلطة بشكل ما , وبعد التمكن من السلطة سيكون لكل حادث حديث اسلامي , ومن أجل كل ذلك هناك وسائل منها فقه التقية وفقه التمكن , التقية على سبيل المثال أن يقال وبتكرار مضني لخاصة السمع بانهم يريدون منظومة مدنية تفصل الدين عن الدولة. وعند السؤال عن دستور هذه المنظومة أو النظام وهل هو الشريعة الاسلامية تعاد الكرة مرة أخرى؛ النظام يفصل الدين عن الدولة. الجواب على هذا السؤال بصدق مفسد للتقية ومعرقل للتمكن , لذلك لا جواب على هذا السؤال الذي طرح لعشرات المرات لابل مئات المرا ت.!.
عودة لشعار الاسلاميين “الجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا” , اليست هذه العقيدة الجهادية هي العقيدة التي تنهجها داعش والنصرة واحرار الشام وغيرهم، والتي تعتبر العمود الفقري لمفاهيم الاخوان المسلمين والاسلاميين بشكل عام، وهل يجاهد هؤلاء من أجل الجهاد فقط ؟ منهم خاصة البسطاء يجاهدون من أجل الجهاد الذي سيوفر لهم نعيم الجنة بدلا من تعتير الحياة، الا أن قياداتهم لاتحرض على الجهاد الا للوصول الى السلطة وتحقيق حاكمية الشريعة عن طريقهم .
لم يتغير هذا الطرح وذلك الأسلوب الذي ولد في مطلع القرن الماضي على يد حسن البنا ثم سيد قطب وأخيه محمد قطب، جهاد فقه التمكين لم يتوقف لحظة والأقوال تلازمت مع الأفعال لابل زادت عليها , افعال الاغتيالات شملت دولا ومجتمعات عديدة على الأخص مصر, ولم تكن بضاعة التمكين للاستهلاك المحلي, واما بقدر موازي للتصدير .. هاهو عبد الله عزام يلتحق ببن لادن, خليفة بن لادن ايمن الظواهري كان تلميذا عند خاله محفوظ عزام أحد قادة الاخوان , مؤسس بوكو حرام محمد يوسف كان عضوا في تنظيم الاخوان في نيجيريا, وأحمد عيدي غدواني كان عضوا في منظومة الاخوان وهو المؤسس لحركة الشباب الصومالية, وعن الاغتيالات الشخصية فللاخوان سجل حافل ..اينما حلوا هناك الرصاص والسيف والعنف !
هم كذلك دون التمكن من السيطرة على السلطة, فكيف لو تمكنوا ؟ عندها سيكون لكل حادث حديث اخونجي. led”,!1)