ا
/ ….
بقلم ممدوح بيطار / …
نحن
قوم همه الرئيسي اعاقة وقمع تطلعات
الشهوة الجنسية (الليبيدو),
لاتتلاشى الميول الطبيعية
عند قمعها , وانما
تبقى حية متوضعة في اللاشعور …
محتقنة ومخنوقة وبالتلي
معرضة للتشوه وللتنكص الى ممارسات
انتقامية عدوانية ضد من
قمعها أي ضد
المجتمع , يتحول المكبوت…ضحية عرقلة الاشباع العاطفي ,
إلى بركان هائج عدائي
أطلق عليه أسم
“الطاعون العاطفي” , يعادي الطاعون
العاطفي كل من
يخالف نظامه الأخلاقي الصارم ومن
يحقق ذاته و يحميها من مصادرة الآخرين لها ,
نراه مهووساً بالمطالبة
بالجلد والرجم والقمع والسجن للنساء والرجال الذين لم تقتل
بهم غرائز الحياة مثلا
غريزة الجنس كحال الزانية
على سبيل المثال
,حتى وان حقق
المصاب بالطاعون العاطفي بعض مكبوتاته
الجنسية , فهو يحققها بهوس عصابي
وتشنج و تحت وطأة شعور مدمر
بالذنب و العار من نفسه , عار
يسقطه على الزانية مطالبا
برجمها أو الاقتصاص
منها بشكل حيواني
في محاولة للتكفير
اللاشعوري عن ذنوبه,
عندما لايجد المصاب
بالطاعون العاطفي من يقتص
منه أو يرجمه
, يتحول الى العنف
الكلامي الدعوي والوعظ ,مبشرا
وداعيا بتطرف للطهارة الجنسية والعفة
, ليس بدافع
الغيرة والحرص على الأخلاق
الحميدة والعفة , ىانما بدافع الغيرة من ذاك الذي
وجد الشجاعة التي
خانته لممارسة رغباته الدفينة
,نوعا من الحسد
الذي يتحول بسرعة
الى حقد ,
لاتقتصر تمظهرات الطاعون العاطفي على اشكالية علاقة المجتمع مع المرأة , التي تتجلى بتطرف المجتمع المكبوت بشكل عنف حيواني يتضمن اعدامها اجتماعيا وحتى تصفيتها جسديا, لأنها تمردت وحققت رغباتها خارج المنظومة التي يقرها الكبت ويعترف بها , فللطاعون العاطفي تأثيرات علىى مجمل معالم الحياة المعاشة, يبدو وكأنه توجد علاقة وثيقة الكبت المنتج للطاعون العاطفي مع مظاهر التدين الشكلي التي تتمثل في انتشار الحجاب والنقاب وحتى في انتشار الفوضى الجنسية المتفشية في محتمعات الكبت المتميزة باصابتها بالتصدع وازدواجية نفاق التدين العصابي الشكلي من جهة , ومن جهة نفاق الفجور ونفاق العفة الذي لايقل عصابية ومخاتلة عن عصاب التدين الشكلي .
سوف لن اتحدث بشكل تفصيلي عن بقية مضاعفات واختلاطات الطاعون العاطفي , الطاعون العاطفي يؤثر بشكل سلبي على كل جوانب الحياة ,حتى على السياسة والحرب والسلم وعلاقة الناس مع بعضهم البعض ثم موضوع العنف والارهاب …الخ هل هناك مخرج حضاري من استيلاء الكبت أو الطاعون العاطفي على مجمل شروط الحياة ؟؟
يعود انتاج الطاعون العاطفي الى اعاقة وقمع الشهوة الجنسية , التي تتنكص في اللاشعوور الى عدوانية انتقامية , لذلك ليس أمام مجتمعاتنا سوى عدد قليل من الخيارات لحل الاشكالية , الخيار الأول هو اعتبار علاقات الحب والود بين الذكر والانتثى شيئ طبيعي وممارسته في وضح النهار طبيعية بدون خوف أو الشعور بالكبت والحرمان العاطفي , أي خلق حالة اجتماعية تخفف من شدة النهم الجنسي , فالمحجوب مرغوب , مرفوقة مع حالة تنظيمية لكل ذلك , حالة تربوية وليست قسرية , مثل الغاء قيمة العذرية , أو اعتبار علاقة سابقة شيئ ايجابي ومصدر من مصادر تكوين الخبرة , بشكل مختصر تقليد النهج الأوروبي مع بعض التعديل , أصلا سنصل الى النهج الأوروبي شاءت الأصولية أم أبت , انه تطور حتمي , فما هي الفائدة من الوصول الى الهدف قسرا ؟؟ لذلك يجب على عقولنا أن تنفتح وتستقبل حتميات التطور بايجابية وتعاونية , وليس بالرفض العصابي الغبي المتنكر لما هو حتمي وبيهي .
الى جانب الاشباع العاطفي -الجنسي , الذي يضمن اقتصادا نفسيا ايجابيا , ويخلص الانسان من الارهاق ومن مشاكل التأزم الداخلي , الذي يتمثل بالحرب الأهلية ضد الذات وضد الغير أيضا ,هناك مخرج التسامي الذي يحول الطاقة الجنسية باتجاه هدف ثقافي أو اجتماعي أو سياسي … انه عبارة عن مقايضة الهدف الجنسي الغريزي الأصلي مع هدف بديل, التسامي هو مخرج يحرر الفرد من التأزم بسسبب الاحتقان ,لايمثل التسامي حلا مثاليا , انما حلا للوقاية من الأسوء , والأسوء هو السقوط في عصاب الكبت ومرض الطاعون العاطفي الذي يقولب الحياة بقالب لاعقلاني وفي منتهى السوء .